من منا رشّح إيطاليا للعب الأدوار الأولى في اليورو هذا العام؟ لا أحد أو القليل القليل…
كان لكونتي تفكيرآً آخر. قام بالتحضير الجيد بعيداً عن الإعلام وعبء النجوم. عمل على المجموعة من الناحية الذهنية والتنظيمية، ومن الواضح أن كونتي إختار مجموعة من اللاعبين معتمداً على الإنصهار فيما بينهم وعلى أدائهم خلال الموسم المنصرم بما يفيد المجموة. رغم أن الكرة الإيطالية شهدت موسماً آخر من الإنهيار على جميع الأصعدة وخاصة على الصعيد الدفاعي حيث شهدنا أعلى معدلات التهديف منذ وقت طويل جداً، كما تلقت الفرق الإيطالية مجموعة كبيرة من الأهداف في مختلف المسابقات الأوروبية… إلا أن المنتخب الإيطالي وبنفس اللاعبين عرض علينا أفضل دفاع حتى الآن في اليورو.

فكر كونتي
دفاعياً:
يعتمد كونتي على خطة 3-5-2 الظرفية التي تتحول الى 5-3-2 في الحالة الدفاعية مع إعتماد على مبدأ الأظهرة/الأجنحة لخلق الفرص في الشق الهجومي وإعتماد ٣ مدافعين طوال القامة ويملكون الخبرة لقطع الهواء على مجموعة المهاجمين التي ستقابلهم إيطاليا في البطولة وعلى رأسهم زلاتان ولوكاكو في البدايات من ثم ليفانوفسكي وجيرو ومولر وماندزوكيتش…
من دون تعليق نجح كونتي.
لم يفهم شيء لوكاكو في المباراة الأولي وأرغم زلاتان للتأخر لمنتصف الملعب في المباراة الثانية على أمل خلق المساحات ومن ثم الفرص.

هجومياً:
نظر كونتي الى المجموعة وإختار من يريد على مبدأ التكامل والأداء الجيد والإلتزام التكتيكي فوقع الخيار على بيللي وعلى إيدر بالرغم أن الأخير لم يسجل سوى هدف واحد في الدوري الإيطالي منذ شهر واحد هذا العام… إيدير ملتزم بدنياً وتكتيكياً وبحسب خطة كونتي يستطيع الإستفادة منها في ال20 دقيقة الأخيرة وفي الهجمات المرتدة… ونجح كونتي من جديد.

الخبرة:
يعتمد كونتي على مدربين آخرين على أرض الملعب…
أولاً بوفون الأفضل في العالم برأي الخاص حتى في سن 38 ووثانياً اللاعب صاحب الخبرة المميزة في المنتخب والفائز بكأس العام 2006 والذي يلعب دور مميز جداً في خط الوسط ليعطي المنتخب العمق الدفاعي المطلوب والهدوء والرصانة في خط الوسط.
… وبإختصار هكذا خلق كونتي التوازن المطلوب لإسكات المشككين وتخسير المراهنين.

السؤال الأكبر هو:
كيف خلق كونتي من هذا المجموعة من اللاعبين والمتواضيعين ومنهم من نستطيع أن نطلق عليهم كلمة “فاشلين” على الصعيد الكروي طبعاً مرشحين لإحراز لقب أوروبا؟
أحكم على لاعبي المنتخب الإيطالي أن يصبحوا تحت قيادة كونتي، مجموعة من المتألقين وستنهال العروض على بعضهم بعد نهاية اليرور وعلم الغيب ليس من إختصاصنا إلا أن أرض الملعب تتكلم ونحن ننصت لها كالمساكين!

إرسال تعليق