سمكة تقود دراجة” تغير حكايات عرافة ”الكوفن جاردن”

    ”سمكة تقود دراجة” مجموعة قصصية من 80صفحة سافرت من خلالها الكاتبة ثريا البقصمي عبر بلدان وعواصم مختلفة منها موسكو، الكويت، الصين ولندن من خلال سوقها المشهور ”الكوفن جاردن” لتكون أرضا لقصصها ”مقايضة عادلة” و”حفلة أرق” و”سيف الحجاج” و”سباحة في بياض” و”عين ثالثة”، في مجموعة صادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون بغلاف جميل صممته المؤلفة.
    العمل عبارة عن مجموعة قصصية هادئة بنهايات عادية، جاءت بأسلوب بسيط، القارئ للمجموعة يشعر بأنها  أقرب إلى الذكريات من القصص الخيالية، وكأن المؤلفة تروي مواقفها الشخصية تميل نحو السرد الذاتي أو ما يشبه السيرة الذاتية، خاصة وأنها في نهاية المجموعة كتبت ملاحظة بأن التواريخ التي ذُيلت بها كل قصة ليست تواريخ كتابتها وانما حدوثها.
    ويعزز فرضية أن المجموعة عبارة عن مواقف شخصية كون القاصة فنانة تشكيلية، ويظهر ذلك من خلال قصة ”سيف الحجاج” التي كانت فيها رسامة شاهدة على مجزرة لوحاتها المنحورة بسكين مطبخها الذي حمله ابنها البكر، هذا الأخير الذي حاول بتصرفه الأرعن منعها من المشاركة في معرض مبررا فعله الوحشي بأن رسم الوجوه مكروه وشرك من عمل الشيطان.
    من جهة ثانية، تناولت قصتا ”سباحة في بياض” و”عين ثالثة” موضوعا واحدا في بيئتين مختلفتين، وهو التحرش الجنسي حيث حدث في القصة الأولى عند العرب بأحد الغلمان، فيما حدث في الثانية أوروبا من قبل امرأة ضد أخرى في مطعم العين الثالثة.
    في ”مقايضة عادلة” حاولت الكاتبة نقل معاناة المهاجرين في بلاد الغربة، وفي نفس الوقت أخرجت ظاهرة جشع الأطباء وابتزازهم للمرضى، من خلال شخصية الدكتورة الروسية ”أولغا” التي استغلت مرض مريم البعيدة عن وطنها وأعطتها ترمومتر لتراقب به درجات حرارتها التي أحرقت جسدها مقابل أعطائها قميصها الحريري، لتبقى لها ذكرى من رفيقة عربية تحب السوفييت، لتكون المقايضة غير عادلة بين ترمومتر سيئ الصنع، هش سريع الانكسار لا يتجاوز سعره خمسين كوبيك بهدية عيد زواج يبلغ ثمنها 100دولار، ولم تتوقف الدكتورة عند هذه الصفقة بل عرضت عليها أن لا تتردد في المستقبل في حال احتاجت أي أدوات طبية أو أدوية غير متوفرة في السوق مقابل هدية من خزانتها، وأنها تقبل الحقائب اليدوية والأكسسوارات والقلائد والأقراط. جدير بالذكر، أن البقصمي شاعرة وقاصة وروائية وفنانة تشكيلية كويتية لها عدة إصدارات منها مجموعة قصص قصيرة ”العرق الأسود”، ”السدرة”، ”رحيل النوافذ” و”امرأة مكهربة”. وترجمت معظم أعمالها إلى لغات العالم الحية منها الإنجليزية، الفرنسية، اليابانية، الروسية، الإسبانية، الفارسية، الالمانية، والسلوفاكية
    الفجر
    التسميات:

    إرسال تعليق

    Author Name

    نموذج الاتصال

    الاسم

    بريد إلكتروني *

    رسالة *

    يتم التشغيل بواسطة Blogger.